معاناة السيدات بعد الولادة .

تشعر الكثير من السيدات بأن الأمور قد تغيرت بعد الولادة. فالإحساس بالعلاقة الزوجية يتغير ولا يعود كما كان، والسبب في معظم الأحيان يرجع إلى توسع المهبل الذي يحدث أثناء الولادة ويستمر بعد ذلك.
وهذا قد يسبب الكثير من المشاكل النفسية عند النساء (والرجال)، ولكن معظم السيدات تعاني في صمت وتعتبر الموضوع من الخصوصيات التي لا يمكن البوح بها حتى لزوجها، وهناك أيضا من تعتقد انها الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة وتخجل من الحديث بما تشعر به، ومن الناحية الطبية فان ارتخاء وتوسع المهبل مشكلة منتشرة جدا وتحدث لواحدة من كل ثلاث نساء أنجبت ولو طفلا واحدا.




فما الذي يحدث ولماذا تسبب الولادة كل هذه المشاكل؟


والإجابة انه عند بداية الزواج يكون المهبل محاطا بغشاء معين يحافظ عليه ويجعله مشدودا وضيقا وتقريبا مغلقاً ولكنه ينفتح قليلا وقت العلاقة الزوجية، وهذا الغشاء غير مرن أي انه قد يتمزق إذا تعرض للشد, وهذا ما يحدث وقت الولادة, إذ ان المهبل ينفتح لدرجة كبيرة ليسمح للطفل الذي يكون وزنه حوالى ثلاثة كيلو ونصف بالنزول، بمعنى ان المهبل ينفتح تماماً فيتمزق النسيج الذي كان يحافظ على وضعه الطبيعي قبل الولادة ويمنع توسعه, فيحدث الارتخاء والاتساع.


و يمكن للتبسيط تشبيه ما يحدث للمهبل أثناء الولادة بما يحدث للبالونة الجديدة التي يتم ملؤها بالهواء لأقصى درجة ثم تفريغها منه, فتصح مرتخية ولا تعود لشكلها الأصلي.
ولأن الإحساس في العلاقة الزوجية يعتمد إلى حد كبير على الاحتكاك الذي يحدث أثناءها، فإن توسع المهبل يعيق هذا الإحساس، وكلما زاد عدد الأطفال يزيد التوسع ويقل الإحساس وتزيد المشاكل، وقد تفقد السيدة ثقتها بنفسها وتفقد أيضا الاهتمام بالعلاقة الزوجية.


و في النهاية أقول, إن على المرأة أن لا تستسلم لهذه المشكلة ولا تخجل من الحديث مع الأطباء عنها حتى لا تتفاقم وتصبح العلاقة الزوجية مجرد مجاملة وأداء للواجب، فالعلاج تقدم بشكل كبير في السنوات الأخيرة وأصبحت جراحات التجميل النسائية متطورة جدا فهي تصلح الارتخاء وتضيق المهبل وتعيد المنطقة من الداخل والخارج كما كانت قبل أول ولادة.. وللحديث بقية.