علاج الضعف الجنسي باستخدام الأجهزة التعويضية

د وائل زهدي .




يهدد الضعف الجنسي استقرار الأسرة ويمثل خطرا داهما لاستمرار السعادة الزوجية ،وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية عند الرجال منها على سبيل المثال لا الحصر مرض البول السكري وأمراض الشرايين والقلب وارتفاع الدهون بالدم والسمنة المفرطة هذا بالإضافة الى العادات الاجتماعية السيئة و المنتشرة في جميع أنحاء العالم مثل تدخين السجائر و الأرجيلة و شرب و ادمان المشروبات الكحولية وعلى الرغم من تقدم وسائل التشخيص المعملية والعلمية والتي تحدد بدقة أسباب تدهور الانتصاب عند الرجل وكذلك تقدم وسائل العلاج المتاحة لهؤلاء المرضى من عقاقير خاصة و التي يتناولها الرجال عن طريق الفم و كذلك الإبر الموضعية و التي تحقن بالجسم الكهفي للقضيب إلا أن هذه الوسائل قد لا تكون فعالة أو قد تسبب بعض الأعراض الجانبية والتي تمنع بعض المرضى من استخدامها بصورة منتظمة أو الاستمرار عليها لفترات طويلة

لذا يتطلب الأمر في بعض الحالات استخدام وسيلة فعالة لعلاج ضعف القدرة الجنسية عند الرجال وهذه الوسيلة يطلق عليها زرع الأجهزة التعويضية داخل الجسم الكهفي للقضيب ، بدأت هذه الفكرة للتطبيق بصورة عملية من بداية العقد الثامن للقرن الماضي عندما تم زرع أول جهاز مصنوع من مادة السيليكون داخل الجسم الكهفي للقضيب وعاب المراحل الأولى لهذه الجراحات عدم مرونة الجهاز المزروع مما أعطى صورة دائمة للانتصاب ومع التطور الطبي و التقني المستمر في السنوات الأخيرة دخلت العديد من التعديلات الصناعية الإيجابية والفعالة على هذه الأجهزة حيث زودت بأوتار مشدودة من مادة الستانلس ستيل وغلفت بمادة السيليكون والتي لا تتعامل مع الجسم فهي مادة خامدة لا تثير الجهاز المناعي لدى المريض وأصبح بإمكان المريض التحكم في الجهاز حيث يمكنه ثنى الجهاز في أي أوقات الجماع بطريقة خاصة لا يمكن عن طريقها الكشف عن هذه الأجهزة من خلف الملابس وحتى استعمال البنطال الضيق ودخلت إيضاً تعديلات أخرى على بعض هذه الأجهزة حيث زودت بسلكين مجدولين من الفضة أو الحديد بدلاً من سلك واحد لزيادة المرونة والقدرة على إخفاء الجهاز وبعض الأجهزة الأخرى تم صنعها من أجزاء صغيرة جداً تثبت الواحدة تلو الأخرى ويرتبط بعضها ببعض عن طريق سلك تثبيت خاص حيث تميزت هذه الأجهزة بمرونة فاقت الأجيال الأولى .

و مع ظهور الإرهاب في السنوات القليلة الماضية شكلت أجهزة الكشف عن المعادن و الموجودة بالمطارات الكثير من المشاكل عند هؤلاء المرضى و الذي يتطلب من الطبيب إعطاء المريض ما يثبت مما دفع الشركات المنتجة لهذه الأجهزة إلى استخدام مواد خاصة لا يتم الكشف عنها عن طريق الأجهزة الخاصة بالكشف عن المعادن

ومع التطور التكنولوجي والطبي تم تطوير هذه الأجهزة حيث ظهر أول جيل منها والتي زودت باسطوانة خاصة تستقبل سائلا من مضخة تثبت في كيس الصفن أعلى الخصيتين وزودت أيضاً بخزان خاص يحتوي على السائل ويمكن للمريض عن طريق الضغط على المضخة المثبتة بكيس الصفن نقل السائل من الخزان إلى الإسطوانتين المثبتتين بالجسم الكهفى للقضيب حيث يبدأ السائل بملء الاسطوانتين وبالتالي يحدث الانتصاب

ومن الجدير بالذكر أنه يوجد الآن بعض الأجهزة الحديثة والتي تحتوي على المضخة والخزان مدمجين معاً وبذلك قللنا من زمن الجراحة ومن مضاعفاتها الجانبية

وتمثلت المشكلة الرئيسية في هذه الأجهزة في الإلتهاب الجرثومي والذي يحدث في بعض الحالات وتم التغلب عليه باستعمال مواد خاصة تدخل في تركيب هذه الأجهزة التي تمنع من التصاق وتكاثر هذه الجراثيم على سطح الأجهزة ، هذا بالإضافة إلى اتخاذ الاحتياطات الخاصة بالتعقيم الجيد للأدوات الجراحية المستخدمة وكذلك للطاقم الطبي الموجود بمسرح العمليات كما أن الطفرة العلمية الهائلة في مجال المضادات الحيوية والتي قلصت من نسبة إلتهاب الجروح بعد هذه العمليات وبذلك أصبحت هذه الجراحات تتميز بنسبة أمان عالية ويمكن لكثير من المرضى مغادرة المستشفى في نفس يوم الجراحة ومن المشاكل الأخرى التي تقلصت في الفترة الأخيرة وهي العيوب الميكانيكية والتي تظهر في بعض الأجهزة بعد شهور أو سنوات قليلة من تركيبها وخاصة الأجهزة المزودة بمضخات وسوائل خاصة (الأجهزة الثلاثية) مما استدعى إعادة إجراء الجراحة لإصلاح أو تغيير أجزاء من هذه الأجهزة وللتغلب على هذه المتاعب الميكانيكية أجرت الشركات المنتجة أبحاثا عديدة لرفع درجة الجودة والمتانة وأنتجت أنواعا جديدة من الأجهزة الهيدرولوكيه والمصنوعة من جزء واحد أو أكثر كما أنها زودت هذه الأجهزة بضمان مدى الحياة مما يدل على مدى التقدم التفنى الهائل بهذا المجال .

ونحن نفضل استخدام الأجهزة الثلاثية أو الثنائية القابلة للانتفاخ في المرضى الذين يعانون عنة جنسية عضوية في مرحلة الشباب وتفضل الأجهزة التعويضية المرنة للمرضى من كبار السن أو المرضى الذين يعانون من صعوبة في نفخ الأجهزة الثلاثية مثل مرضى إصابات العمود الفقري والذين يعانون من ضعف بعضلات اليد و الساعد

وتتميز هذه الطرق الجراحية الحديثة بقدرة المريض على إتمام العلاقة الزوجية الحميمة بنجاح في أي وقت شاء وتحت أي ظروف وبالمعدل الذي يرغب به دون الحاجة إلى استخدام أي من العقاقير التي يتناولها قبل العلاقة التي تسبب بعض المخاطر على القلب والأوعية الدموية أو الإبصار وكذلك دون الحاجة إلى استخدام الإبر الموضعية والتي تحقن داخل الجسم الكهفي للقضيب وتسبب آلاما مبرحة عند بعض المرضى

ومن الجدير بالذكر أن المريض يمكنه استئناف العلاقة الزوجية الحميمة خلال 4 أسابيع من بعد الجراحة ولا يشعر أبداً بوجود هذه الأجهزة التعويضية داخل جسمه كما أنها لا تؤثر على درجة استمتاعه بالعلاقة الحميمة ولا تؤثر على قدرته على القذف . وأثبتت الدراسات الحديثة أن مستوى الرضا الجنسي لدى الزوجين تحسن بدرجة ملحوظة عند أكثر من تسعين بالمائة من الحالات.